هل تعلم أن المرض الصامت الذي لا يمكنك التنبؤ به إلا بعد فوات الأوان هو مرض الفشل الكلوي!.
- لكن ما هي أسباب الفشل الكلوي و ما هي أعراضه؟
- كيف يمكن تجنب الوقوع في هذا المرض المزمن؟
فهذا المرض الخطير قد يؤدي بك إلى الإنعزال عن العالم و الإرتباط الدائم بآلات تصفية الدم، إذ أنك لا قدر الله قد تصبح ملزما بمصاحبة مراكز تصفية الدم طوال حياتك. و لن تستطيع البقاء على قيد الحياة بدون آلات تصفية الدم، أو ما يسمى في بعض البلدان "غسيل الكلي".
إن الحفاظ على صحة كليتك من شأنه الحفاظ على جميع أعضائك من التلف، فبمجرد تعرض الكلية للتلف تبدأ الأعضاء الحيوية لجسدك بالإنهيار واحدة تلو الأخرى، فأغلب مرضى الكلي يصيبهم مرض المتانة و سرطانات البروستات و أمراض فقر الدم و غيرهم الكثير.
كما يصيبهم ضعف جهاز المناعة للجسم إثر تعرضهم للعديد من الأدوية المصاحبة لغسيل الكلي، و عدم قدرتهم على شرب الماء الكافي و تناول الأطعمة المتنوعة. والتي أغلبها تصبح سامة بالنسبة إليهم لعدم قدرة جسمهم على تصفية الشوائب من الدم و إعتمادهم على تصفية الدم أو غسيل الكلي الإصطناعي.
لكل هذا وجب عليك الإنتباه لعمل كليتك و الإهتمام بصحتها ومعرفة العوامل و علامات التنبيه لبدأ حصول مشاكل في عملها و أدائها و تفادي حدوث الفشل الكلوي المفاجيء.
فهماك العديد من العلامات و المؤشرات التي تدل على حصول مشاكل في الكلي و عدم قدرتها على أداء مهامها بالشكل المطلوب، لكن بعض العلامات قد يعتبرها الشخص السليم غير مقلقة بالنسبة لصحته، و هذا هو الخطر القاتل و الذي يفاجيء الكثيرين على حين غرة.
ففي الكثير من الأحيان لا يشعر مرضى الكلي بأي أعراض تشير إلى حدوث مشاكل في كليتهم إلا بعد فوات الأوان، و الغريب في ذلك أن الكلية إثر تعرضها لمرض الفشل الكلوي المزمن لن تعود للعمل كما كانت، و هي ليست كباقي الأعضاء التي يمكن تداركها و علاجها من الأمراض.
فهناك بعض العلامات الرئيسية لأمراض الكلي، لكن أغلب الناس لا ينتبهون لها إلا بعد شعورهم بآلام كثيرة و ظهور نسبة عالية من البروتين في تحاليل البول الخاصة بهم.
في هذا المقال سوف نتعرف على أهم 9 علامات خطيرة التي تشير إلى بداية حصول مشاكل في عمل كليتك، عليك تذاركها قبل فوات الأوان .
ما هي علامات الإصابة بأمراض الفشل الكلوي
*1* التعب الشديد و ضعف الحركة.
إن عند بداية ظهور مشاكل و أمراض الكلي من شأنه إضعاف الأعصاب الحيوية لحركة الجسم، مما يؤدي إلى شعور بالتعب الشديد مع قلة الحركة، و هذا نتيجة تراكم عدد كبير من الشوائب و السموم في الدم. مما يجعله غير قادر على توزيع المواد الأساسية و تغدية العضلات بالكميات المطلوبة من الأكسجين و البروتينات المهمة لنشاطها و تقويتها بطبيعة الحال.
فعدم قدرة الكلية على تأدية مهامها بالشكل المطلوب في تصفية الدم من شأنه إغراق الدم بمخلفات سامة، تؤدي بدورها إلى إنخفاض حاد في إنتاج هرمون "Erythropoietin" الذي يتم إنتاجه مباشرة عن طريق الكلي.
و هو الضروري لإنتاج خلايا الدم الحمراء (RBCs) المسؤولة بنقل الأكسجين في الدم إلى جميع أعضاء الجسم.
و نتيجة لذلك ينتج عنه مرض ثانوي و هو مرض فقر الدم، و الذي بسببه يشعر الشخص بالتعب و الإرهاق و عدم القدرة على تأدية الحركات الأساسية بشكل طبيعي. لذلك فور بداية ظهور علامات التعب الشديد و عدم القدرة على تأدية مهامك الطبيعية بالشكل المعتاد، عليك التنبه لصحة كليتك و عمل الفحوصات الضرورية لإنقادها من التلف و الفشل الكلوي المفاجيء.
*2* إنتفاخ العيون.
عند رؤيتك لوجود إنتفاخ غير طبيعي محيط بالعين فهذا دليل على الإرهاق و التعب و قلة النوم، و الذي قد يكون من أسبابه وجود أمراض في الكلي أو بعض أجزاء المسالك البولية. مما ينتج عنه تسربات في بعض البروتينات أو الأملاح المعدنية و التي تسبب فقر الدم من المكونات الأساسية لصحة الجسم.
*3* قلة النوم و الإرهاق.
بسبب مشاكل في الكلي و قرب حدوث الفشل الكلوي تبدأ تراكمات السموم و الشوائب بالتكدس في الدم، و يصبح هذا الأخير غير قادر على إيصال ما يكفي من الأكسجين و المعادن الأساسية لتغدية خلايا الدماغ مما ينتج عنه الأرق و مشاكل في النوم. و هذا نتيجة عدم قدرة الكلية بتنظيف و تصفية الدم و إخراج السموم و الشوائب عبر البول كما هو معتاد، لذلك إذا و جدت نفسك غير قادر على الخلود إلى النوم بصفة طبيعية و مغادرته لجفونك بصفة متكررة.
علامات قرب حدوث الفشل الكلوي المفاجيء.
عليك إجراء مراقبة و فحص لعمل كليتيك لكي تطمئن على أدائها و خلوها من أية أعراض تؤدي للفشل الكلوي المفاجيء و المزمن.
*4* تهيج البشرة و جفافها المتكرر.
إذا كنت تعاني من تهيج حاد في بشرتك أو لديك جفاف مستمر مع الإحساس بحكة قوية رغم تعاطيك للكريمات المضادة لذلك، أو أخدك لأي أدوية مزيلة للجفاف أو التهيج. فمن أقرب الإحتمالات أن يكون سبب ذلك من بداية ضعف في مهام الكلي، و عدم قدرتها على غسل الدم و تصفيته من السموم كما تم ذكره.
فالبشرة بطبيعتها تحتاج للكثير من الفيتامينات و الأملاح المعدنية لتغذيتها و الحصول على نظرة مشرقة، و هذا ما لا تستطيع الحصول عليه إثر تلوث الدم ببقايا غير مغذية. فتصبح مناعتها أقل، و تتعرض للكثير من العوامل الخارجية مثل الغبار و أشعة الشمس التي تؤدي إلى التوهجات و الإحمرار و الشعور بالحكة الزائدة.
فبمجرد تعرض الكلية لعدم التوازن في عملها تبدأ بعض مشاكل فقر الدم بالظهور و التأثير على باقي أعضاء الجسم، و من بينها الجلد الذي يعتبر من أكثر الأعضاء حساسية للتغيرات الغذائية.
*5* تغيرات في رائحة البول و لونه.
هل تعلم أن الكلية هي عبارة عن مصفاة دقيقة جدا و لديها ثقوب غاية في الصغر و التي تسمح بمرور خلايا الدم من خلالها و ترسب المواد الزائدة و الشوائب، دون السماح لخلايا الدم و مكوناته من الترسب و الخروج مع البول.
و إثر أي خلل في مكونات الكلية و أهمها مرشحات الكلي الخاصة بالتصفية، تبدأ خلايا الدم بالمرور و الترسب مع الشوائب، و هذا يشبه لحد ما حدوث ثقب في أي مصفاة و نزول المواد الأساسية من خلالها.
و هذا ما يؤدي لظهور إحمرار في لون البول و خصوصا ظهور قطرات من الدم أثناء التبول، و هذا دليل أكيد على ظهور مشاكل في الكلي و إمكانية الإصابة بمرض الفشل الكلوي المزمن أو أمراض المسالك البولية و المثانة أو البروستات لدى الرجال أيضا.
- تغير لون البول: كما أن نظام العمل بين الكلية و المثانة لديه مؤشرات دقيقة و آلية عمل، و تناغم تام بين تصفية كمية معينة من الدم و إرسالها إلى المثانة، و التي بدورها تحفزك على التبول في فترات محددة. لكن عند بداية ظهور أمراض الكلي أو مرض في المسالك البولية، ينقطع هذا التناغم الطبيعي بين عمل الكلية و باقي مكونات الجهاز البولي، مما ينتج عنه رغبة في التبول بصفة متكررة و عدم القدرة على التحكم في العملية البولية.
- الرغبة في التبول بكثرة: فعند إحساسك بالرغبة في التبول بكثرة و خصوصا أثناء النوم، فهذا دليل حتمي على وجود أعراض إلتهابات في إحدى مكونات الجهاز البولي، أو عدم قدرة الكلية على الترابط و إتمام العملية بصفة طبيعية.
- إذ يعتبر من الطبيعي القدرة على التبول من 3 إلى 8 مرات يوميا بما فيها الفترة الليلية، و أي مؤشر يدل على الرغبة في التبول لفترات متقطعة و بصفة متكررة. أكثر من اللازم فهذا يدل على ظهور مشاكل و أمراض في أداء الكلية أو أحد مكونات الجهاز البولي، كأمراض حصى الكلي أو الأورام السرطانية في البروستات أو المثانة.
- وجود تسربات أو رغوة في البول: من الطبيعي جدا رؤية تغيرات في ألوان البول بين الأبيض و الأصفر الغامق، و هذا نتيجة العديد من العوامل الطبيعية مثل نوعية الأكل و الشرب و كمية السوائل التي يتم شربها في كل يوم و كذلك نوعية المشروبات.
لكن الغير طبيعي هو وجود و رؤية رغوة متركزة في بولك، و الأخطر من ذلك لو كانت هذه الرغوة شديدة التكثل و تختلط مع مكونات البول بصفة كبيرة. و هذا نتيجة بعض الأورام أو التقرحات في أغشية الكلي و مرشحات الدم داخلها، و التي تسمح بترسب كمية غير طبيعية من المواد الأساسية في الدم كالخلايا البيضاء و البروتينات مما ينتج عنه هذه الفقاعات و الرغوة الشديدة في البول.
*6* إنتفاخ القدمين و الكاحل.
من أبرز علامات وجود مشاكل في أداء الكلية و عدم قدرتها على تصفية الدم بشكل طبيعي أو إمكانية حصول الفشل الكلوي، هو تورم و إنتفاخ في الكاحل و القدم، وقد يكون ذلك على مستوى القدمين أو إنتفاخ و تورم واحدة تلو الأخرى.
لكن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إنتفاخ القدمين، منها أمراض القلب و الشرايين و أمراض الكبد، و أبرزها أمراض الكلي. و التي بدورها تؤدي إلى تكثل كميات من مادة الصوديوم التي تعجز الكلية عن تصفيتها، و هي التي تشكل تورم و إنتفاخ في القدمين.
*7* ضعف الشهية و عدم الرغبة في الأكل.
إذا كنت تعاني من ضعف في شهية الأكل لمدة طويلة، فهذا نتيجة إختلال في توازن الدم و تراكم الشوائب و السموم فيه و سببه الرئيسي إختلال في وظائف الكلي.
عليك إجراء فحوصات حول جودة الدم و مراقبة عمل الكلي، حتى تتغلب على مشكل فقر الدم و عدم القدرة على تناول الأكل بصفة طبيعية و فقدان الشهية.
*8* آلام موضعية حول الظهر.
ليس كل ألم يصيبك حول الظهر سببه أمراض الكلي، بل هناك نوع محدد من الآلام يمكن تمييزها عبر عدة علامات، منها آلام موضعية بإحدى الجوانب المحيطة بالظهر و مصاحبتها بشعور بالغثيان و القيء أحيانا، مع إرتفاع متكرر في درجة الحرارة.
فهذا النوع من الآلام إن تكرر بصفة دائمة فعالبا ما يكون مصاحبا لمشاكل في الكلي، كوجود حصوات الكلى أو تكيسات بالغشاء المحيط بها أيضا.
*9* رائحة الفم الكريهة.
إذا كنت تحافظ على نظافة أسنانك بصفة دائمة و تتناول طعام صحي و تعاني من وجود رائحة الفم الكريهة رغم كل هذا، فعليك بمراقبة صحة كليتيك و صحة جهازك الهضمي أيضا. فغالبا ما تنتج هذه الروائح الكريهة في الفم نتيجة تراكم السموم و الشوائب في الدم، و خصوصا لو كنت تعاني من تسربات في الدم من خلال بعض أمراض اللثة.
فعند تلوث الدم و عدم قدرة الكلية على غسله و تصفيته بالشكل الطبيعي تنتج تقرحات و أورام مختلفة في أغلب المناطق الحساسة و منها الفم و اللسان، فعلى العموم إذا كنت تعاني من إحدى هذه العلامات بصفة متكررة فعليك إستشارة طبيبك في أقرب وقت ممكن حتى لا تتفاقم الأمور إلى مالا يحمد عقباها.
فأغلب من أصيبوا بمرض الفشل الكلوي المفاجيء كانوا يعانون من أحد هذه العلامات، لكنهم إستهانوا بها و لم يأخذوها على محمل الجد، حتى فوجئوا بقصور الكلي و أصبحوا مجبرين على الإرتباط الدائم بآلات تصفية الدم في المراكز المتخصصة في ذلك.
نصيحة أخيرة: للحفاظ على صحة كليتك عليك الإهتمام بنظام غذائي متوازن و التقليل من تناول السكريات و الملح "ليس حذفهم بالكامل"، فهذا أكبر خطا يقع فيه الكثيرين. لأن الملح ضرورية لصحة أنسخة و خلايا المخ و الأعصاب الدماغية، و السكر كذلك مهم جدا للطاقة الحيوية لعمل أعضاء الجسم.
قد يهمك أيضا: 10 أشياء تشير إلى أن شريك حياتك يتحكم فيك فعليًا.
فإذا كنت لا تعاني من أمراض السكري أو أمراض الملح، فتناول كميات متوازنة منها مع الحفاظ على التمارين الرياضية و المشي، و أخيرا نرجوا لك دوام الصحة و العافية.
إذا أعجبك الموضوع المرجوا مشاركته مع الأصدقاء على وسائل التواصل الاجتماعي، و إضافة تعليق لتساؤلاتك و إستفساراتك.
إخلاء للمسؤولية: محتوى هذه الصفحة لغرض توعوي و تعليمي فقط، في كل الحالات المرجوا إستشارة الطبيب المختص لمزيد من التوضيح و الإرشاد.